سورة لقمان - تفسير التفسير الوسيط

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (لقمان)


        


{وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى وَإِلَى اللَّهِ عاقِبَةُ الْأُمُورِ (22) وَمَنْ كَفَرَ فَلا يَحْزُنْكَ كُفْرُهُ إِلَيْنا مَرْجِعُهُمْ فَنُنَبِّئُهُمْ بِما عَمِلُوا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ (23) نُمَتِّعُهُمْ قَلِيلاً ثُمَّ نَضْطَرُّهُمْ إِلى عَذابٍ غَلِيظٍ (24)} [لقمان: 31/ 22- 24].
هذا بيان واضح لمصير المؤمن والكافر، ليتبين الفرق، وتتحرك النفوس إلى طلب الأفضل، ومعرفة الأسلم والأحكم. فمن يسلم، أي يخلص وجهه إلى اللّه تعالى ويستسلم به، أو يخلص العبادة والعمل إلى اللّه تعالى، ويخضع إلى أمره، ويتبع شرعه، ويتقن عمله، باتباع ما أمر اللّه به، وترك ما نهى عنه وزجر، فقد ضمن لنفسه النجاة، وتعلّق بأوثق الوسائل الموصلة إلى رضوان اللّه تعالى، وسيلقى الجزاء الحسن على عمله، لأن مصير المخلوقات كلهم إلى اللّه سبحانه، فيجازي المتوكل عليه، المخلص عبادته إليه، أحسن الجزاء، كما يعاقب المسيء بأشد العذاب.
وقوله تعالى: {يُسْلِمْ وَجْهَهُ} الوجه هنا: هو الجزء المعروف، مأخوذ من المواجهة أستعير هنا للقصد، لأن القاصد للشيء هو مستقبله بوجهه، فاستعير ذلك للمعاني، وقوله سبحانه: {وَهُوَ مُحْسِنٌ} المحسن: هو الذي جمع القول والعمل.
وهو في بيان النبي صلّى اللّه عليه وسلم: الذي يعبد اللّه كأنه يراه.
والعروة الوثقى: استعارة للأمر المنجي.
ثم آنس اللّه عز وجل نبيه عليه الصلاة والسلام عن أساه وحزنه، لكفر قومه وإعراضهم، فأمره ألا يحزن لذلك، بل يعمد إلى ما كلّف به من التبليغ، وإرجاع كل شيء إلى اللّه تعالى، فلا تغتم أيها النبي ولا تجزع على كفر الكافرين، الذين كفروا بالله ورسوله، ودينه وقرآنه، ولا تأبه بهم، ولا تحزن عليهم، فإن مصيرهم إلى الله تعالى يوم القيامة، وفي الدنيا أيضا، فيجازيهم ربهم بالهلاك والعذاب، ولا تخفى عليه خافية منهم، لأن اللّه تعالى يعلم السر وأخفى، ويعلم العلانية والظواهر كلها، ويخبرهم بما أضمرته صدورهم. و{بِذاتِ الصُّدُورِ}: ما فيها، والقصد من ذلك: المعتقدات والآراء.
ثم أبان اللّه تعالى مقام الكفار في الدنيا، فذكر أنه سبحانه يمتعهم في عالم الدنيا بزخارفها وزينتها، تمتعا قليلا، أو زمانا ضئيلا، ثم يلجئهم ويلزمهم بعذاب شاقّ، ثقيل شديد عليهم، والمتاع القليل: هو العمر في الدنيا.
والغلظ: يكون في الماديات، وأستعير للمعنى، والمراد: الشدة، فيكون معنى (العذاب الغليظ): المغلّظ الشديد.
إن كل عاقل يتأمل في نفسه قليلا، وفي مستقبله كثيرا، وفي الواقع المشاهد حوله وفي العبر والعظات المتكررة يوميا، يدرك إدراكا تاما أن العاقبة الحسنة، والمصير الأحسن: هو لأهل الإيمان، والإيمان أمر سهل: إنه حركة القلب واتجاهها نحو التصديق التام بالله تعالى، والاستسلام المطلق لأوامره ونواهيه، والتخلص من موروثات العقائد الباطلة، ومؤثرات البيئة الظالمة أو القائمة، وان هذا المتأمل والمبادر إلى الإيمان الصحيح بربه يتحرر من التقليد، ويشعر في قرارة نفسه أنه بالإيمان ينتقل من عالم الظلام والجهل، إلى عالم النور والإدراك والفهم، واللّه يوفق دائما للخير كما قال سبحانه: {فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ} [الأنعام: 6/ 125.]
دلائل القدرة الإلهية:
1- الخلق والبعث والعلم الشامل:
ناقش القرآن الكريم المشركين في ازدواجية عقيدتهم وفي حقيقة تدينهم، إنهم يقرّون بوجود اللّه تعالى، ويتضرعون إليه وحده وقت الشدة، ثم يعودون إلى كفرهم بعد النجاة، ويلازمون نسبة الشريك إلى الله، علما بأن كل شريك عاجز خاسر، والله تعالى هو القادر القاهر المنجي، الخالق لكل شيء، والباعث الأموات من القبور، والتام العلم بكل الموجودات، ولا تحصر معلومات اللّه ولا تنفد، ويطلع اللّه يوم القيامة كل إنسان بما قدم وأخر، قال اللّه تعالى مبينا أدلة قدرته الفائقة:


{وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ (25) لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (26) وَلَوْ أَنَّما فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ ما نَفِدَتْ كَلِماتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (27) ما خَلْقُكُمْ وَلا بَعْثُكُمْ إِلاَّ كَنَفْسٍ واحِدَةٍ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (28)} [لقمان: 31/ 25- 28].
الدليل الأول على قدرة اللّه تعالى: هو الخلق والإيجاد المبتدأ من غير مثال سبق، وهذا يعترف به المشركون، فلئن سألتهم: من الذي خلق السماوات والأرض؟
لأجابوا بأنه هو اللّه الخالق، فهو في أعماق نفوسهم معترفون بأن اللّه خالق السماوات والأرض، فقل أيها النبي إذن: الحمد لله على اعترافكم، وعلى ظهور الحجة عليكم، ولكن أكثر المشركين لا يعلمون أنه لا يصح لأحد أن يعبد غير اللّه، وأن يتنبه إلى حقيقة المعبود. وعبر بقوله: {بَلْ أَكْثَرُهُمْ} للإضراب عن مقدّر، تقديره:
ليست دعواهم بحق، ونحو هذا. وأكثرهم مشرك، لا كلهم، لأن منهم من بادر إلى توحيد اللّه تعالى والإقرار بذلك، كزيد بن عمرو بن نفيل، وورقة بن نوفل، وبعضهم أيضا معدّ أن يسلم.
ثم أخبر اللّه تعالى على جهة الحكم والفصل المبرم بأن اللّه عز وجل له ملك السماوات والأرض وما فيهما، ملكا وخلقا وعبيدا وتصرفا، وليس ذلك لأحد سواه، ولا يستحق العبادة غيره، لأنه الغني عما سواه، وكل شيء مفتقر إليه، وهو المحمود في الأمور كلها، بذاته وصفاته. والمراد: وأقوال هؤلاء لا معنى لها ولا حقيقة، لأن المعبود بحق: هو الذي لا حاجة به في وجوده وكماله إلى شيء آخر.
ومن صفات اللّه تعالى: سعة علمه وأنه لا نفاد ولا حدود لمعلوماته فكلمات الله: المعلومات، فلو أن جميع أشجار الأرض جعلت أقلاما، وجعل البحر مدادا، أي حبرا، ومدّ البحر بسبعة أبحر معه، على سبيل المبالغة والاستقصاء والكثرة لا من أجل الحصر، فكتبت كلمات اللّه الدالة على عظمته وجلاله، لتكسرت الأقلام، ونفد ماء البحر، إن اللّه قوي لا يغلب، حكيم في صنعه وأقواله وأفعاله. والغرض من الآية: الاعلام بكثرة كلمات اللّه تعالى، وهي في نفسها غير متناهية، وإنما قرّب الأمر على أفهام البشر بما يتناهى، لأنه غاية الكثرة في علم البشر.
روي عن ابن عباس رضي اللّه عنهما: أن سبب هذه الآية: أن اليهود قالت: يا محمد، كيف عنينا بهذا القول: {وَما أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا} [الإسراء: 17/ 85] ونحن قد أوتينا التوراة، فيها كلام اللّه وأحكامه، وعندك أنها تبيان كل شيء؟ فقال لهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم: «التوراة قليل من كثير» ونزلت هذه الآية: {وَلَوْ أَنَّما فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ}.
قال ابن عطية: وهذا هو القول الصحيح.
ثم ذكر اللّه تعالى أمر الخلق والبعث: أنه في الجميع وفي شخص واحد بالسواء، فليس خلق جميع الناس وبعثهم يوم القيامة، بالنسبة لقدرة الله، إلا مثل خلق نفس واحدة، الكل هيّن عليه، ولا يحتاج وجود الشيء وعدمه إلى تكرار الأمر وتوكيده، إن اللّه سميع لأقوال عباده، بصير بأفعالهم، كسمعه وبصره بالنسبة إلى نفس واحدة، كذلك قدرته عليهم كقدرته على إيجاد نفس واحدة.
هذه الآية: {ما خَلْقُكُمْ وَلا بَعْثُكُمْ} نزلت في أبي بن خلف وأبي بن الأسدين، ومنبّه ونبيه ابني الحجاج بن السبّاق، قالوا للنبي صلّى اللّه عليه وسلم: إن اللّه تعالى قد خلقنا أطوارا، نطفة ثم علقة ثم مضغة، ثم عظاما، ثم تقول: إنا نبعث خلقا جديدا جميعا في ساعة واحدة!! فأنزل اللّه تعالى: {ما خَلْقُكُمْ وَلا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ واحِدَةٍ}.
إن إبداع السماوات والأرض، وإحاطة علم اللّه بجميع الموجودات، والقدرة الشاملة التامة على بعث الناس من قبورهم: هي دلائل على وجود اللّه تعالى ووحدانيته وقدرته الكاملة، ومن آمن بذلك وعرف صواب هذا الإيمان، هنّأ نفسه ومجتمعة بسلامة الإيمان.
دلائل القدرة الإلهية:
2- تدرج الليل والنهار وتسخير الشمس والقمر وتسيير السفن:
هذه أدلة أخرى على عظمة قدرة اللّه تعالى، وتعدادها لسدّ كل المنافذ أمام الشرك والمشركين، وهي تدرج الليل والنهار، وتسخير الشمس والقمر، وسائر الكواكب النيّرات، والتمكين من تسيير السفن في البحار والمحيطات، واللجوء إلى اللّه تعالى وحده حين التعرض للغرق وارتفاع الأمواج، فلم يبق بعد هذا الاستدلال عذر لأحد بالشرك والإشراك، وعبادة الأصنام والأوثان، وما على كل إنسان إلا أن يبادر إلى الإيمان بالله وحده لا شريك له، فذلك هو الحق والحقيقة، وكل ما سوى ذلك باطل، قال اللّه تعالى واصفا هذه الأدلة:


{أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَيُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى وَأَنَّ اللَّهَ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (29) ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ ما يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الْباطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ (30) أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِنِعْمَتِ اللَّهِ لِيُرِيَكُمْ مِنْ آياتِهِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ (31) وَإِذا غَشِيَهُمْ مَوْجٌ كَالظُّلَلِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ فَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَما يَجْحَدُ بِآياتِنا إِلاَّ كُلُّ خَتَّارٍ كَفُورٍ (32)} [لقمان: 31/ 29- 32].
مطلع الآية الأولى: {أَلَمْ تَرَ} خطاب للنبي صلّى اللّه عليه وسلم، والمراد به جميع العالم. ومجمل الآية: أن الخالق المخترع هو الذين خلق الليل والنهار متدرجين متعاقبين. والمعنى: ألم تشاهد أن اللّه تعالى في شأن إيجاد الليل والنهار على هذا النحو من الزيادة والنقص، بحيث يقصر من أحدهما ويزيد من الآخر، ثم بالعكس، ليدلك دلالة على الموجود الخالق، ففي ذلك قسمة الزمان بحكمة بارئ العالم، ليدل على أنه لا رب غيره.
واللّه تعالى أيضا في عالم السماء ذلّل لنا الشمس والقمر، مصباحين نيّرين، لمصالح الخلق والمخلوقات ومنافعهم، كل منهما يسير بسرعة إلى غاية محدودة، وأن اللّه مطلع بدقة على جميع أعمال الناس، خيرها وشرها، ويجازيهم عليها، فالله هو الخالق لجميع الأشياء، والعالم بكل الأشياء.
والغاية من هذا البيان وإظهار الآيات وأدلة القدرة الإلهية: أن يعرف الناس أن اللّه هو الحق، أي الموجود الثابت المستحق للعبادة، وأن كل ما سواه باطل زائل، فهو وحده سبحانه الإله، ولا تعدد في الآلهة، وهو الغني عما سواه، وكل شيء فقير إليه، وأنه تعالى العلي العظيم الذي لا أعلى منه، المرتفع على كل شيء، الكبير الذي هو أكبر من كل شيء، شامل العزة، وكامل السلطان، وكل شيء في الوجود خاضع له.
ودليل آخر، ألم تعلم أيها النبي أيضا وكل مخاطب أن اللّه سخر البحر لتجري السفن فيه بأمره، أي بلطفه وإحسانه، وتهيئته الأسباب، ليرشدكم إلى معرفته، ويظهر لكم بعض آثار قدرته، فإنه تعالى لولا جعله القوة في الماء لحمل السفن، لما جرت بتأثير الرياح وغيرها من الطاقات المخترعة بإلهامه من فحم وكهرباء وذرة. إن في إيراد هذا الدليل وغيره لأدلة واضحة لكل صابر صبور وقت الشدة، وشاكر شكور وقت النعمة، لأن المؤمن يتذكر ربه في كل حال، فيصبر إذا أصابته نقمة، ويشكر إذا أتته نعمة. قال الشعبي: «الصبر نصف الإيمان، والشكر نصفه الآخر، واليقين: الإيمان كله».
غير أن المشركين وأمثالهم قوم متناقضون، فإذا أشرفوا على الغرق، وأحاطت بهم أمواج البحر العالية أو العاتية كالجبال، وخافوا من الموت، عادوا إلى الفطرة، ودعوا اللّه دعاء خالصا، مشتملا على مزيد الضراعة والإنابة، لا يشركون به غيره، ويستغيثون به وحده، فلما نجوا برحمته وفضله ووصلوا إلى شاطئ البحر، ونزلوا إلى البر، فمنهم مقتصد في الكفر، يتجه فورا إلى توحيد إلى اللّه تعالى، ومنهم غدار ناقض للعهد، كافر بأنعم اللّه عز وجل، وما يكفر بآيات اللّه الكونية والقرآنية إلا كل ختّار أي غدار، قبيح الغدر، كفور، أي جحود بما أنعم اللّه عليه.
وذلك أن نعم اللّه تعالى على العباد كأنها عهود ومنن، يلزم عنها أداء شكرها، والعبادة لمسديها، فمن كفر بذلك وجحد به، فكأنه ختر وخان، فهان على الله تعذيبه، واستحق جزاء فعله.
والقصد من الآية: تبيان آية للعقول بأن الأصنام والأوثان لا شركة لها في الكون والنعمة ولا مدخل.
تقوى اللّه وعلم الغيب:
إن رأس مال الإنسان المدخر في يوم القيامة: هو تقوى اللّه تعالى والخوف منه، وخشيته، والتقوى: التزام المأمورات، واجتناب المنهيات، فبالتقوى تصلح الدنيا، وينجو صاحبها في الآخرة، ومن اتقى ربه، عظمت نفسه، فلا يخاف أحدا في الوجود، ولا تذل نفسه لمخلوق، بسبب طمع في رزق أو مال أو جاه أو منصب، لأن التقوى تيسر الرزق، وتحيي الفؤاد وتملأ النفس طمأنينة وثقة بالله تعالى. هذا ما ينبغي على العبد، ويترك علم الغيب إلى اللّه تعالى، فإن الغيبيات لا يعلم بها أحد سوى اللّه عز وجل، لا من نبي أو رسول، أو ملك من الملائكة، أو ولي من الأولياء، أو أحد الناس العاديين، وقد أمر اللّه بالتقوى، وأخبر عن الغيبيات المختص بها في الآيات الآتية:

1 | 2 | 3 | 4